الحديث ، وهو ممن تتلمذ عند الامام أبي جعفر (ع) وروى عنه سبعين ألف حديث ـ حسبما يقول الذهبي ـ وكان ممن عرف مقام الامام ووقف على مكانته فكان إذا حدث عنه يقول : « حدثني وصي الاوصياء ، ووارث علم الأنبياء » (٩).
واشتهر الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري بالولاء لأهل البيت (ع) والتفاني بحبهم ، وهو الذي حمل تحيات النبي (ص) الى الامام أبي جعفر (ع) ـ كما ذكرنا ذلك ـ وهو ممن وعى مكانة الامام (ع) فكان يجله ويعظمه والامام صبي يافع فكان اذا خاطبه قال له : « أنت ابن خير البرية ، وجدك سيد شباب أهل الجنة .. » (١٠).
قال شهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي : « أبو جعفر محمد الباقر ، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها ، وأنار مخبآتها ومكامنها ، فلذلك هو اظهر من مخبآت كنوز المعارف ، وحقائق الاحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة ، أو فاسد الطوية والسريرة ، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه ، وشاهر علمه ، ورافعه ، صفا قلبه ، وزكا علمه وعمله ، وطهرت نفسه ، وشرف خلقه ، وعمرت أوقاته بطاعة الله وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه السنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة .. » (١١)
__________________
(٩) مناقب ابن شهرآشوب ٤ / ١٨٠.
(١٠) بحار الانوار ١١ / ٦٤.
(١١) الصواعق المحرقة ( ص ١٢٠ ).