منه ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة على جلالته وسنه ، وهو بين يديه يتعلم منه ، ويأخذ عنه كالصبي بين يدي المتعلم .. » (٦) وأدلى مرة أخرى عن مشاهدته للحكم عند الامام قال : « رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب على أمره .. » (٧)
ولا بد لنا من وقفة قصيرة عند الحكم بن عتيبة لنرى مكانته ومنزلته العلمية ليتبين لنا مدى سعة علوم الامام (ع) وسمو مكانته عند العلماء ... لقد كان الحكم ـ فيما يقول الرواة ـ من أجل علماء عصره وانبههم شأنا يقول مجاهد بن رومي : رأيت الحكم في مسجد الخيف ، وعلماء الناس عيال عليه ، ونقل جرير عن المغيرة ان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي (ص) يصلي إليها (٨) وقال : ابن سعد : كان ثقة ثقة فقيها عالما رفيعا كثير الحديث.
واذا كان الحكم وهو بهذه المنزلة من سعة العلم وجلالة القدر كأنه الصبي المغلوب على أمره بين يدي الامام فلا بد أن يكون اعلم أهل عصره واكثرهم احاطة في جميع العلوم ، وهذا ما تذهب إليه الشيعة وتدلل عليه من سعة علوم الامام.
وجابر بن يزيد الجعفي من أشهر علماء المسلمين ، ومن أجل رواة
__________________
(٦) عيون الاخبار وفنون الآثار ( ص ١٤ ) وقريب منه جاء في كل من حلية الأولياء ٣ / ١٨٦ ، شذرات الذهب ١ / ١٤٩ ، تاريخ ابن عساكر ٥١ / ٤٣ مرآة الجنان ١ / ٢٤٨.
(٧) تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٣.
(٨) تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٤.