يعدله » (٣).
أما هشام بن عبد الملك فكان من اعظم الحاقدين على الامام ومن ألد أعدائه إلا انه اعترف بسمو مكانة الامام ، وعظيم شأنه فقد خاطبه قائلا : « يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك .. » (٤)
وتحدث الامام الباقر (ع) عن قائم آل محمد (ص) ومهدي هذه الأمة وكان في المجلس المنصور الدوانيقي فبهر من ذلك ، وراح يحدث سيف بن عمير بما سمعه من الامام قائلا : « لو حدثني أهل الارض كلهم ما قبلت منهم ، ولكنه محمد بن علي .. » (٥) ودل هذا الكلام على مدى اكباره وتعظيمه للإمام ، فلو حدثه أهل الارض جميعا بمقالة الامام لما قبل منهم وصدقهم ، ولكن الامام حدثه بذلك وهو ـ حسب اعترافه ـ يفوق الناس جميعا في صدقه ووثاقته.
وتحدث عبد الله بن عطاء عن اكبار العلماء وتعظيمهم للامام (ع) وتواضعهم أمامه يقول : « ما رأيت العلماء عند أحد اصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي لتواضعهم له ، ومعرفتهم بحقه ، وعلمه ، واقتباسهم
__________________
(٣) أمالي الصدوق ( ص ٢٩٧ ).
(٤) ضياء العالمين الجزء الثاني في ترجمة الامام الباقر.
(٥) الفرائد الغوالي ٦ / ١٤٣.