لكم من قدرة الله عز وجل. » (٢٨٥)
والمعرفة شرط في قبول العمل ، فمن يعمل من دون معرفة الله ولا للواجب الذي يؤديه فلا أثر لعمله قال (ع) : « لا يقبل عمل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بعمل ، ومن عرف دلته معرفته على العمل ، ومن لا يعرف فلا عمل له .. » (٢٨٦)
وحذر الامام أبو جعفر (ع) من المباهاة والافتخار بطلب العلم ، وحث أهل العلم ان يجهدوا نفوسهم على التقرب به إلى الله ، وأن يلتمسوا به الدار الآخرة قال (ع) : « من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ، أو يعرف به وجوه الناس فليتبوّأ مقعده من النار ، ان الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها .. » (٢٨٧)
ان هذه الدواعي الفاسدة ، والاغراض السقيمة لتحبط الأجر الجزيل الذي أعده الله لطالب العلم الديني الذي هو داعية الله في الأرض ، وعليه ان أراد النجاح في الدنيا والسعادة في الآخرة ان يخلص في نيته لله ، ولا يبتغي غير وجهه.
واثرت عن الامام أبي جعفر (ع) عدة احاديث تنهى عن الفتيا
__________________
(٢٨٥) أصول الكافي ١ / ٤٥.
(٢٨٦) تحف العقول ( ص ٢٩٤ ).
(٢٨٧) اصول الكافي ١ / ٤٧ ، جامع السعادات ١ / ١٠٦.