روى علي بن اسباط قال : قلت لأبي جعفر : إن الناس يزعمون ان رسول الله (ص) لم يكتب ، ولم يقرأ؟ فانكر عليهالسلام ذلك وقال :
« انى يكون ذلك؟!! وقد قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) كيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب؟. »
وانبرى على بن اسباط فقال للإمام : لم سمي النبي الأمي؟
فاجابه الامام : « لأنه نسب الى مكة ، وذلك قول الله عز وجل :
( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) فأم القرى مكة ، فقيل أمي .. » (٣٣٦)
وحكى الامام أبو جعفر (ع) محاورة جرت بين نبي الله نوح (ع) حينما دعا على قومه ، وبين ابليس وهي :
ابليس : يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن اكافئك عليها.
نوح : والله اني لبغيض إلي ان تكون لي عليك يد فما هي؟
ابليس : بلى دعوت الله على قومك فاغرقتهم ، فلم يبق أحد فاغويه فأنا مستريح حتى ينشأ قرن آخر فأغويهم.
نوح : ما الذي تريد أن تكافئني به؟
ابليس : اذكرني في ثلاثة مواطن : فاني أقرب ما أكون الى العبد
__________________
(٣٣٦) علل الشرائع ( ص ١٢٥ ).