كلام الامام أبي جعفر (ع) قال : فبينا هو كذلك اذ خرج الخبر الى مذحج ، فاذا على باب القصر جلبة سمعها عبيد الله ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : مذحج ، فقال لشريح : اخرج إليهم فأعلمهم أني انما حبسته لأسأله ، وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول ، فمر بهانىء بن عروة ، فقال له هانئ : اتق الله يا شريح فانه قاتلي ، فخرج شريح حتى قام على باب القصر ، فقال : لا بأس عليه ، انما حبسه الأمير ليسأله ، فقالوا صدق ، ليس على صاحبكم بأس فتفرقوا ، فاتى مسلما الخبر ، فنادى بشعاره فاجتمع إليه اربعة آلاف من أهل الكوفة ، فقدم مقدمته ، وعبى ميمنته ، وميسرته وصار في القلب الى عبيد الله ، وبعث عبيد الله الى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر ، فلما سار إليه مسلم فانتهى الى باب القصر أشرفوا على عشائرهم فجعلوا يكلمونهم ، ويردونهم ، فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتى امسى في خمسمائة فلما اختلط الظلام ذهب اولئك أيضا.
فلما رأى مسلم انه قد بقي وحده جعل يتردد في الطرق فانى بابا فنزل عليه فخرجت إليه امرأة ، فقال لها : اسقيني فسقته ، ثم دخلت فمكثت ما شاء الله ، ثم خرجت فاذا هو على الباب ، قالت : يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة ، فقم ، قال : إني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوى؟ قالت : نعم ادخل ، وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث ، فلما علم به الغلام انطلق الى محمد فأخبره ، فانطلق محمد الى عبيد الله فأخبره ، فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي ـ وكان صاحب شرطه ـ إليه ومعه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، فلم يعلم مسلم حتى احيط بالدار ، فلما رأى ذلك مسلم خرج إليهم بسيفه فقاتلهم ، فاعطاه عبد الرحمن