الاحكام من أسرته ، وفي المدينة مهد علم الفروع (١٨).
لقد أخذ زيد علومه من أبيه وأخيه ، وكان من اعلام الفقهاء في عصره وقد روى عنه أبو خالد الواسطي مجموعة في الفقه تتناول العبادات والمعاملات اسماها ( مسند الامام زيد ) وقد ذكرنا ما يواجه هذا الكتاب من المؤخذات في درستنا عن عقائد الزيدية (١٩).
أما مكانة زيد الأدبية فقد كان من الطراز الأول في الأدب والبلاغة وكان يشبه جده الامام أمير المؤمنين (ع) في فصاحته وبلاغته (٢٠) ويقول المؤرخون : إنه جرت بين زيد وبين جعفر بن الحسن منازعة في وصية فكانا إذا تنازعا انثال الناس عليهما ليسمعوا محاورتهما فكان الرجل يحفظ على صاحبه اللفظة من كلام جعفر ويحفظ الآخر اللفظة من كلام زيد فاذا انفصلا وتفرق الناس فيكتبون ما قالاه : ثم يتعلمونه كما يتعلم الواجب من الفرض والنادر من الشعر والسائر من المثل وكانا أعجوبة دهرهما واحدوثة عصرهما (٢١) وكان سيبويه يحتج بما أثر عن زيد من الشعر ، ويستشهد به فيما يذهب إليه واعترف خصمه الطاغية هشام بقدراته الأدبية ، وبراعته في الكلام فقال : « إنه حلو اللسان ، شديد البيان ، خليق بتمويه الكلام » (٢٢) وقد حفلت مصادر الأدب والتأريخ
__________________
(١٨) الامام زيد ( ص ٢٢٥ ) لمحمد أبو زهرة.
(١٩) طبع بعض هذا الكتاب في المسائل الدينية التي تصدر في كربلا والبعض الآخر لا يزال مخطوطا.
(٢٠) الحدائق الوردية ١ / ١٤٤.
(٢١) زهر الآداب ١ / ٨٧.
(٢٢) تأريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩٠.