به عليهالسلام عن طريق المراسلة أو المكاتبة ، التي تصل اليه عليهالسلام بسرية تامة ويجيب عليها بجملة تواقيع تصدر عنه ، ومن خلالها يمارس أيضا عملية عزل وكيل أو تعيين آخر مكانه ، ويعطي سائر إرشاداته لهذا وذاك من أصحابه.
وكان الوكلاء والقيّمون يحتاطون كثيرا في أيصال المال إلى الإمام عليهالسلام وفي حمل مكاتباته وتواقيعه ، وكان الامام عليهالسلام يحتاط كثيراً في ايصال تواقيعه الى أصحابه حتى انه كان يضع بعض الرقاق في فيه.
روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني بإسناده عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، قال : كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله (١) ، فصار إلى العسكر ، فرجع عن ذلك ، فسألته عن سبب رجوعه ، فقال : إني عرضت لأبي الحسن عليهالسلام أن أسأله عن ذلك ، فوافقني في طريق ضيق ، فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشيءٍ من فيه ، فوقع على صدري ، فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب : « ما كان هنالك ولا كذلك » (٢).
والمتتبع لدراسة حياة الجواد والعسكريين عليهمالسلام يرى أن المكاتيب والتواقيع قد اتخذت حيزا واسعا من مساحة تراثهما (٣) ، وبالنظر لكثرتها فقد اتخذت مادة للتأليف ، فألف عبداللّه بن جعفر الحميري كتاب (مسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث عليهالسلام ) وكتاب (مسائل لأبي الحسن على يد محمد
__________________
(١) وهو عبد الله بن جعفر الصادق عليهالسلام ، والقائلون بامامته بعد أبيه هم الفطحية.
(٢) أصول الكافي١ : ٣٥٥ / ١٤ ـ باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة من كتاب الحجة.
(٣) راجع المجلد الثاني من كتاب (معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة عليهمالسلام ) للمولى محمد علم الهدى ابن الفيض الكاشاني ، المتوفى سنة ١١١٥ هـ ، مكتبة الصدوق طهران ـ.