ما أملك وكنت في السجن ثمان سنين ... » (١).
وحذر الامام عليهالسلام أخاه موسى من الوقوع في فخ المتوكل الذي حاول هتكه والحطّ من منزلته ، روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني والشيخ المفيد بالاسناد عن أبي الطيب يعقوب بن ياسر قال : « كان المتوكل يقول : ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ، وجهدت أن يشرب معي وأن ينادمني فامتنع ، وجهدت أن أجد منه فرصة في هذا فلم أجدها. فقالوا له : فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل ويشرب ويتعشق ، قال : ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموّه به على الناس ونقول ابن الرضا ، فكتب إليه واشخص مكرماً وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس ، على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره وجعل له منزلاً سرياً حتى يزوره هو فيه ، فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن عليهالسلام في قنطرة وصيف ـ وهو موضع يُتلقى فيه القادمون ـ فسلم عليه ووفاه حقه ، ثم قال له : إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذاً قط. فقال له موسى : فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال : فلا تضع من قدرك ولا تفعل فإنما أراد هتكك. فأبى عليه فكرر عيله ، فلما رأى أنه لا يجيب قال : أما إن هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبداً. فأقام ثلاث سنين يبكر كل يوم فيقال له : قد تشاغل اليوم فرح فيروح ، فيقال : قد سكر فبكّر فيبكر فيقال : شرب دواء ، فما زال على هذا
__________________
(١) أصول الكافي١ : ٥٠٠ ـ باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام من كتاب الحجة.