قال : ( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) (١) ، ولو قال : عليكم ، لم يجيبوا إلى المباهلة ، وقد علم الله أن نبيه يؤدي عنه رسالاته ، وما هو من الكاذبين ، فكذلك عرف النبي أنه صادق في ما يقول ، ولكن أحب أن ينصف من نفسه.
وأما قوله : ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) فهو كذلك ، لو أن أشجار الدنيا أقلام والبحر يمده سبعة أبحر وانفجرت الأرض عيوناً ، لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله ، وهي : عين الكبريت ، وعين التمر (٢) ، وعين برهوت ، وعين طبرية ، وحمة (٣) ماسبذان (٤) ، وحمة إفريقية ، تدعى لسنان (٥) ، وعين بحرون (٦) ، ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تدرك فضائلنا.
وأما الجنة فإن فيها من المآكل والمشارب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وأباح الله ذلك كله لآدم عليهالسلام ، والشجرة التي نهى الله عنها آدم عليهالسلام وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد ، عهد إليهما أن لا ينظرا إلى من فضل الله على خلائقه بعين الحسد ، فنسى ونظر بعين الحسد ، ولم يجد له عزماً.
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٦١.
(٢) في المناقب : عين اليمن.
(٣) الحمة : العين الحارة.
(٤) في المناقب : ماسيدان.
(٥) في المناقب : بسيلان.
(٦) في المناقب : باحوران.