الله صلىاللهعليهوآله ، وكان ممن خرج يوم النهروان ، فلم يقتله أمير المؤمنين عليهالسلام بالبصرة ، لأنه علم أنه يقتل في فتنة النهروان.
وأما قولك : إن علياً عليهالسلام قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين ، وأجاز على جريحهم ، وإنه يوم الجمل لم يتبع مولياً ، ولم يجز على جريح ، ومن ألقى سلاحه آمنه ، ومن دخل داره آمنه ، فإن أهل الجمل قتل إمامهم ، ولم تكن لهم فئة يرجعون إليها ، وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين ، رضوا بالكف عنهم ، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم ، والكف عن أذاهم ، إذ لم يطلبوا عليه أعواناً ، وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة وإمام يجمع لهم السلاح : الدروع والرماح والسيوف ، ويسني لهم العطاء ، ويهيئ لهم الأنزال ، ويعود مريضهم ، ويجبر كسيرهم ، ويداوي جريحهم ، ويحمل راجلهم ، ويكسو حاسرهم ، ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم ، فلم يساو بين الفريقين في الحكم ، لما عرف من الحكم في قتال أهل التوحيد ، لكنه شرح ذلك لهم ، فمن رغب عرض على السيف ، أو يتوب من ذلك.
وأما الرجل الذي اعترف باللواط ، فإنه لم تقم عليه بينة ، وإنما تطوع بالاقرار من نفسه ، وإذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب عن الله ، كان له أن يمن عن الله ، أما سمعت قول الله : ( هذا عطاؤنا ) (١) الآية.
قد أنبأناك بجميع ما سألتنا عنه ، فاعلم ذلك ، والحمد لله رب العالمين » (٢).
__________________
(١) سورة صآ : ٣٨ / ٣٩.
(٢) الاختصاص / الشيخ المفيد : ٩١ ، تحف العقول / الحراني : ٤٧٦ ، المناقب / ابن شهر آشوب ٤ : ٤٠٤.