وورد في سيرة الامام الهادي عليهالسلام أنه لم يترك نافلة من النوافل المستحبة وصلوات التطوع إلا أتى بها ، وكان عليهالسلام يقرأ في الركعة الثالثة من نافلة المغرب سورة الحمد وأول سورة الحديد إلى قوله تعالى : ( إنه عليم بذات الصدور ) ، ويقرأ في الركعة الرابعة سورة الحمد وآخر سورة الحشر ، ونسبت إليه صلاة نافلة كان عليهالسلام يصلي فيها ركعتين ، يقرأ في الاولى الفاتحة ويـس ، وفي الثانية سورة الفاتحة والرحمن (١).
وأُثرت عنه عليهالسلام أذكار وقنوتات وتعقيبات طويلة ومفعمة بمعاني التوحيد وشتى دروس العقيدة ، يدعو بها في الصلاة ، فكان عليهالسلام يعقب بدعاء طويل بعد صلاة الفجر ولا ينام ، ويدعو عقيب صلاة العصر بدعاء طويل آخر ، وروي عنه دعاء الفرج عند شدة البلاء وظهور الأعداء ، وأدعية أُخرى في أغراض شتى ، ومناجاة يناجي بها ربه في غلس الليل بقلب خاشع ونفس مطمئنة (٢).
وكان يقول في تسبيحه : سبحان من هو دائم لا يسهو ، سبحان من هو قائم لا يلهو ، سبحان من هو غني لا يفتقر ، سبحان الله وبحمده (٣).
وكان يستجير بالحائر الحسيني اذا ألمّ به مرض أو تعرض لشدة ويبعث أحد مواليه ليدعو له ، وحين سئل عن ذلك قال عليهالسلام : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل من البيت والحجر ، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر ، وإن لله بقاعاً يحبّ أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه ، والحائر منها » (٤).
__________________
(١) راجع : وسائل الشيعة ٦ : ٦٤ / ٧٣٥٧ و ٨ : ١٨٥ / ١٠٣٧٤.
(٢) مهج الدعوات : ٦٠ و ٦١ و ٢٧١ ، البلد الأمين : ٦٠ ، مصباح المتهجد : ٥٥٦.
(٣) بحار الأنوار ٩٤ : ٢٠٧ / ٣.
(٤) كامل الزيارات : ٢٨٧ / ١ باب ٩٠.