سبيلاً ) (١) ، فأخبر أن المستضعف لم يخل سربه وليس عليه من القول شيء إذا كان مطمئن القلب بالايمان.
٣ ـ المهلة في الوقت :
وأما المهلة في الوقت ، فهو العمر الذي يمنع الانسان من حد ما تجب عليه المعرفة إلى أجل الوقت ، وذلك من وقت تمييزه وبلوغ الحلم إلى أن يأتيه أجله ، فمن مات على طلب الحق ولم يدرك كماله فهو على خير ، وذلك قوله : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ) (٢) الآية ، وإن كان لم يعمل بكمال شرائعه لعلة ما لم يمهله في الوقت إلى استتمام أمره ، وقد حظر على البالغ ما لم يحظر على الطفل إذا لم يبلغ الحلم في قوله : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) (٣) الآية ، فلم يجعل عليهن حرجاً في إبداء الزينة للطفل ، وكذلك لا تجري عليه الأحكام.
٤ ـ الزاد :
وأما قوله : (الزاد) فمعناه الجِدة (٤) والبلغة التي يستعين بها العبد على ما أمره الله به ، وذلك قوله : ( ما على المحسنين من سبيل ) (٥) الآية ، ألا ترى أنه قبل عذر من لم يجد ما ينفق؟ وألزم الحجة كل من أمكنته البلغة والراحلة للحج والجهاد وأشباه ذلك ، وكذلك قبل عذر الفقراء وأوجب لهم
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٩٨.
(٢) سورة النساء : ٤ / ١٠٠.
(٣) سورة النور : ٢٤ / ٣١.
(٤) أي الاستطاعة والغنى.
(٥) سورة التوبة : ٩ / ٩١.