وفي أحداث سنة ٢٥٥ هـ ذكروا أنه ظُفِر لقبيحة اُمّ المعتز وزوجة المتوكل بعد خلع المعتز وقتله ، بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة ، ومن جملتها دار تحت الأرض وجدوا فيها ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار ، ووجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله ، وفي سفط آخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار ، وفي سفط آخر مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله ، فقُوّمت الأسفاط بألفي ألف دينار (١).
أما استعراض تفاصيل أموال وضياع الامراء والولاة والقضاة وكتاب الدواوين والجواري والمغنين والشعراء وغيرهم من المقربين إلى البلاط ، فمما يخرج بنا عن الغرض ، ويكفي مثالاً على ذلك ما نقله المؤرخون في أحداث سنة ٢٢٦ أن الافشين حينما مات في الحبس واحتيط على أمواله وحواصله وجدوا فيها أصناماً مكللة بذهب وجواهر (٢) ، وأن بغا الكبير حينما مات سنة ٢٤٨ ترك من المتاع والضياع ما قيمته عشرة آلاف ألف دينار ، وترك عشر حبّات جوهر قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار (٣).
وكانت مؤونة أحمد بن طولون ألف دينار في اليوم ... وحينما مات خلّف من العين عشرة آلاف ألف دينار ، وأربعة وعشرين ألف مملوك (٤).
ويحدثنا التاريخ عن الاموال الطائلة التي يصادرها الخلفاء من كبار العمال
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ : ٣٩٥ بتحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم ـ بيروت ، الكامل في التاريخ ٦ : ٢٠٢ ، البداية والنهاية ١١ : ١٧ ، تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٨٠.
(٢) البداية والنهاية ١٠ : ٣٢٢.
(٣) البداية والنهاية ١١ : ٢.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٩٤ ـ ٩٥.