لخدمة مصالحهم الخاصة وحرمان الأغلبية الساحقة منه.
ولم يحدثنا التاريخ عن خلفاء أثروا كبني العباس والمحيطين بهم من ابناء البلاط والوزراء والكتاب الذين سجلوا أرقاماً فائقة في الثراء خلال القرنين الثاني والثالث.
فقد روي أن المعتصم خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار ، وثمانية عشر ألف ألف درهم ، وثمانين ألف فرس ، وثمانية آلاف مملوك ، وثمانية آلاف جارية ، وبنى ثمانية قصور. وقيل : بلغ مماليكه ثمانية عشر ألفاً (١).
ومن مظاهر استئثار رجال البلاط أن اُمّ شجاع والدة المتوكل حينما ماتت قبله بسنة خلفت أموالاً لاتُحصر ، من ذلك خمسة آلاف ألف دينار من العين وحده (٢).
وفي أحداث سنة ٢٤٩ ذكروا أن المستعين أطلق يد والدته ويد أتامش وشاهك الخادم في بيوت الأموال ، وأباحهم فعل ما أرادوا ، فكانت الأموال التي ترد من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة ... وما يفضل من هؤلاء الثلاثة يأخذه أتامش للعباس بن المستعين فيصرفه في نفقاته (٣).
وذكروا أنه حينما خرج المستعين من سامراء وبويع للمعتز سنة ٢٥٢ هـ خلّف في بيت المال بسامراء نحو خمس مئة ألف دينار ، وفي بيت مال أم المستعين ألف ألف دينار ، وفي بيت مال العباس ابنه ستمائة ألف دينار (٤).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٠ : ٣٠٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٤١.
(٣) الكامل في التاريخ / ابن الأثير ٦ : ١٥٤ ـ دار الكتب العلمية ـ ١٤١٥ هـ ، البداية والنهاية / ابن كثير ١١ : ٣ ـ مكتبة المعارف ـ ١٤١٤ هـ.
(٤) الكامل في التاريخ ٦ : ١٦٦ ، البداية والنهاية ١١ : ٧.