أحدهما فإخبار عن قدرته ، أي إنه قادر على هداية من يشاء وضلال من يشاء ، وإذا أجبرهم بقدرته على أحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عليهم عقاب ، على نحو ما شرحنا في الكتاب. والمعنى الآخر أن الهداية منه ، تعريفه كقوله : ( وأما ثمود فهديناهم ـ أي عرفناهم ـ فاستحبوا العمى على الهدى ) (١) ، فلو أجبرهم على الهدى لم يقدروا أن يضلوا.
وليس كلما وردت آية مشتبهة كانت الآية حجة على محكم الآيات اللواتي أمرنا بالأخذ بها ، من ذلك قوله : ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم ) (٢) الآية ، وقال : ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ـ أي أحكمه وأشرحه ـ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) (٣).
وفقنا الله وإياكم إلى القول والعمل لما يحب ويرضى ، وجنبنا وإياكم معاصيه بمنه وفضله ، والحمد لله كثيراً كما هو أهله ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل » (٤).
ثانياً ـ كلماته في حقيقة الموت والمعاد :
بيّن الامام عليهالسلام في عدة أحاديث واقع الموت وحقيقته ، وأنه ينبغي للمؤمن إذا نزل بساحته أن لا يحزن ولا يجزع لأن الجهل بحقيقة الموت هو سبب ذلك
__________________
(١) سورة فصلت : ٤١ / ١٧.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٣) سورة الزمر : ٣٩ / ١٧ و ١٨.
(٤) تحف العقول / الحراني : ٤٥٨.