ويقرأون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك ، فيها ما تشمئز منها القلوب ، ولا يجوز لنا ردها ، إذ كانوا يروون عن آبائك عليهمالسلام ، ولا قبولها لما فيها ، وينسبون الأرض إلى قوم يذكرون أنهم من مواليك ، وهو رجل يقال له علي بن حسكة ، وآخر يقال له القاسم اليقطيني. ومن أقاويلهم : إنهم يقولون : إن قول الله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) (١) معناها رجل ، لا سجود ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي فأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت لك ، فإن رأيت أن تبين لنا وأن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من هذه الأقاويل التي تخرجهم إلى الهلاك؟ فكتب عليهالسلام : ليس هذا ديننا فاعتزله » (٢).
وعن سهل بن زياد الآدمي ، قال : « كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن العسكري عليهالسلام : جعلت فداك يا سيدي ، إن علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك وأنك أنت الأول القديم ، وأنه بابك ونبيك ، أمرته أن يدعو إلى ذلك ، ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية والنبوة ، فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج ، وذكر جميع شرائع الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك ، ومال الناس إليه كثيراً ، فإن رأيت أن تمن على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة.
قال : فكتب عليهالسلام : كذب ابن حسكة عليه لعنة الله ، وبحسبك أني لا
__________________
(١) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٥.
(٢) رجال الكشي : ٥١٧ / ٩٩٤.