دين المجوس ويظهره على دين العرب (١) ، وحينما مات سنة ٢٢٦ في الحبس وجد في تراثه كتباً في فضل دين المجوس وأشياء كثيرة كان يتهم بها ، تدل على كفره وزندقته ، وتحقق بسببها ما ذكر عنه من الانتماء إلى دين آبائه المجوس (٢).
وبمرور الزمن ازدادت سيطرة الترك على مقاليد الحكم ، فأهانوا الخلفاء العباسيين وسلبوا إرادتهم ، وصار الخلفاء العباسيون ألعوبة بأيديهم ، فقتلوا المتوكل ، وخلعوا المعتز والمؤيد ابني المتوكل من ولاية العهد ، واستخلفوا للمستعين ، واستولوا على الأموال في عهده ، وقاتلوه حين غضب عليهم ، فاعتصم ببغداد وبايعوا للمعتز من بعده.
قال ابن طقطقا : كان الأتراك قد استولوا منذ قتل المتوكل على المملكة ، واستضعفوا الخلفاء ، فكان الخليفة في يدهم كالأسير إن شاءوا أبقوه ، وإن شاءوا خلعوه ، وإن شاءوا قتلوه (٣).
وقد وصف بعض الشعراء الحالة التي انتهت إليها الخلافة العباسية في زمن المستعين الذي ليس له حول ولا قوة مع اُمراء الجند الأتراك ومنهم وصيف وبغا بقوله :
خليفة في قفصٍ |
|
بين وصيفٍ وبغا |
يقول ما قال لهُ |
|
كما تقول الببغا (٤) |
ومن مظاهر سيطرة مقدم اُمراء الأتراك صالح بن وصيف على جميع أفراد
__________________
(١) البداية والنهاية ١٠ : ٣٢٠.
(٢) البداية والنهاية ١٠ : ٣٢٢.
(٣) الفخري في الآداب السلطانية / ابن الطقطقا : ٢٤٣.
(٤) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٧٨.