وكانت حمص مسرحا للقتل والصلب والحرق لسوء تصرف عمالها وثورة الأهالي عليهم ، ففي سنة ٢٤٠ هـ ثاروا على عاملهم أبي المغيث الرافقي ، فقتلوا جماعة من أصحابه ، وأخرجوه وأخرجوا عامل الخراج (١).
وفي زمان المستعين سنة ٢٤٨ هـ ثاروا على عاملهم كيدر بن عبداللّه الإشروسيني ، فأخرجوه ، فوجه إليهم المستعين الفضل بن قارن الطبري فقتل منهم خلقا كثيرا وحمل مائة من أعيانهم إلى سامراء وأمر بهدم سور المدينة (٢).
ثم وثبوا على الفضل بن قارن سنة ٢٥٠ هـ فقتلوه ، فوجه المستعين إليهم موسى بن بغا فقاتلهم وهزمهم ، وقتل من أهل حمص مقتلة عظيمة وأحرقهاوأسر جماعة من أعيان أهلها (٣).
وفي سنة ٢٤٨ هـ بويع المستعين بالخلافة من قبل قادة الأتراك ، وجرت فتن منتشرة وكثيرة جدا ، ثم استقر الأمر للمستعين (٤).
وفي سنة ٢٤٩ هـ هجم نفرٌ من الناس لايُدرى من هم على سامراء ، ففتحوا السجن وأخرجوا من فيه (٥).
وكانت بغداد مسرحا لأعمال الشغب والفتن الكثيرة المتصلة ، ففي سنة ٢٤٩ هـ وقعت فتنة عظيمة في بغداد ، لأن العامة كرهوا جماعة من الاُمراء الأتراك لتغلبهم على أمر الخلافة واستيلائهم على اُمور المسلمين ، فنادوا بالنفير ، وانضمّ إليهم جماعة من الجند والشاكرية ، وفتحوا السجون وأخرجوا
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٦ : ١٢٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣١٩.
(٢) الكامل في التاريخ ٦ : ١٥١ ، البداية والنهاية ١١ : ٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٥.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ : ١٦١ ، البداية والنهاية ١١ : ٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٥.
(٤) الكامل في التاريخ ٦ : ١٥٠ ، البداية والنهاية ١١ : ٢.
(٥) الكامل في التاريخ ٦ : ١٥٤.