وكان من بين الشعراء الذين رثوه أحمد بن طاهر ، وعلي بن محمد العلوي الحماني رثاه بعدّة قصائد رائعة (١) ، وأبو الحسن علي بن العباس ، المعروف بابن الرومي ، رثاه بقصيدة جيمية تقع في ١١١ بيتا على ما في ديوانه ، يقول فيها :
أمامك فانظر أي نهجيك تنهج |
|
طريقان شتى مستقيم وأعوجُ |
أكلّ أوان للنبي محمد |
|
قتيلٌ ذكيٌّ بالدماء مضرّجُ |
أما فيهم راعٍ لحق نبيه |
|
ولاخائف من ربه يتحرجُ |
أبعد المكنى بالحسين شهيدكم |
|
تضيء مصابيح السماء فتسرجُ |
فإن لايكن حيّا لدنيا فانه |
|
لدى اللّه حيّ في الجنان مزوّجُ |
وكنا نرجّيه لكشف عماية |
|
بأمثاله أمثالها تبلّجُ (٢) |
وتساوى الناس في الجزع عليه ، يقول المسعودي : ولما قتل يحيى جزعت عليه نفوس الناس جزعا كثيرا ، ورثاه القريب والبعيد ، وحزن عليه الصغير والكبير ، وجزع لقتله المليّ والدني ، وفي ذلك يقول بعض شعراء عصره ، ومن جزع على فقده :
بكت الخيل شجوها بعد يحيى |
|
وبكاه المهند المصقولُ |
وبكته العراق شرقا وغربا |
|
وبكاه الكتاب والتنزيلُ |
__________________
(١) راجع : مروج الذهب ٤ : ٤٠٦ و ٤٠٨ ، مقاتل الطالبيين : ٤٢٩ ـ ٤٣٠.
(٢) الديوان ٢ : ٤٩٢ / ٣٦٥ ، بتحقيق د ـ حسين نصار ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.