الفصل الثّاني
موقف السلطة من الإمام عليه السلام
اتخذ الخلفاء العباسيون المعاصرون للامام الهادي عليهالسلام عين المواقف التي اتخذها أسلافهم في التصدّي لمدرسة الأئمّة عليهمالسلام وشيعتهم والنكاية بهم ؛ ذلك لأن علاقة الحاكم بالإمام تقوم على أساس ثابت ، وهو الخوف من نشاط الإمام ودوره الفاعل في الحياة الاسلامية ، فضلاً عن أن رجال السلطة كانوا يعيشون أوضاعا سلبية على مستوى الالتزام الديني ، فكانوا يضيقون ذرعا بأي إمام من معاصريهم ، لما يتمتع به من سمو المكارم ومن شخصية علمية وروحية فذّة وسيرة صالحة تجتذب مختلف أوساط الاُمّة ، من هنا حرصوا على ربط الإمام بالجهاز الحاكم وتقريبه بشتى الوسائل لدوام مراقبته وتحديد حركته وفصله عن أتباعه ومواليه ومحبّيه المؤمنين بمرجعيته الفكرية والروحية ، وأخيرا تآمروا على حياته.
وقد عمل رجال السلطة العباسية على استدعاء الامام الهادي عليهالسلام من مدينة جده المصطفى صلىاللهعليهوآله الى عاصمة الدولة ليكون تحت مرآى ومسمع الخليفة وجهازه الحاكم وليتسنى لهم مراقبته والحيلولة دون أداء دوره القيادي تجاه قواعده المؤمنة به.
ولأجل استجلاء موقف السلطة من الإمام لابدّ من استعراض مواقف الحاكمين من بني العباس على انفراد حسب التسلسل التاريخي ، على أن الامام