الفقر وضيق الصدر.
قال اليسع بن حمزة : فدعوت الله بالكلمات التي كتب إلي سيدي بها في صدر النهار ، فوالله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي : أجب الوزير ، فنهضت ودخلت عليه ، فلما بصر بي تبسّم إلي ، وأمر بالحديد ففك عني وبالأغلال فحلّت مني ، وأمر لي بخلعة من فاخر ثيابه ، وأتحفني بطيب ، ثم أدناني وقربني ، وجعل يحدثني ويعتذر إلي ، وردّ علي جميع ما كان استخرجه مني ، وأحسن رفدي ، وردني إلى الناحية التي كنت أتقلدها ، وأضاف إليها الكورة التي تليها » .... الى آخر الحديث وفيه الدعاء المعروف بدعاء الفرج (١).
ونقل المسعودي في تاريخه عند ترجمته لبغا الكبير ما يدل على قتل بعض الموالين لأهل البيت عليهمالسلام بالقائهم في بركة السباع ، فذكر أن بغا الكبير القائد التركي الذي كان من غلمان المعتصم قد نيف على التسعين سنة ، وقد كان باشر من الحروب ما لم يباشره أحد ، فما أصابته جراحة قط ، وأنه كان ديناً بين الاتراك ، وكان يقول : الأجل جوشن (٢). ولم يكن يلبس على بدنه شيئاً من الحديد ، فعذل في ذلك ، فقال : رأيت في نومي النبي صلىاللهعليهوآله ومعه جماعة من أصحابه فقال لي : يا بغا ، أحسنت إلى رجل من أمتي فدعا لك بدعوات استجيبت له فيك. قال : فقلت : يا رسول الله ، ومن ذلك الرجل؟ قال : الذي خلصته من السباع. الى آخر الخبر وفيه : أن المعتصم أمره أن يلقى ذلك الرجل إلى السباع ، وحينما جاء ليلقيه سمعه يقول : اللهم إنك تعلم ما تكلمت إلا فيك ، ولم أرد بذلك
__________________
(١) مهج الدعوات : ٢٧١.
(٢) الجوشن هنا : الدرع.