عليا عليهالسلام وذريته (١).
وقال ابن الأثير : « كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبيطالب ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم ، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنّث ، وكان يشدّ على بطنه تحت ثيابه مخدّة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكل ، والمغنون يغنّون : قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين ، يحكي بذلك عليا عليهالسلام والمتوكل يشرب ويضحك.
وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم : علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي ، وعمرو بن الفرج الرخجي ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني اُمية ، وعبداللّه بن داود الهاشمي المعروف بابن اُترجة ، وكانوا يخوّفونه من العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم ، ثم حسّنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علوّ منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان ... (٢).
ولا يمكن أن يجرأ أحد من هؤلاء الذين ذكرهم ابن الأثير على النيل من أمير المؤمنين عليهالسلام وعموم أهل البيت عليهمالسلام أمام أحد الخلفاء العباسيين ، الا مع علمه المسبق بعداء ذلك الخليفة السافر لأهل البيت عليهمالسلام وحقده المقيت عليهم ، وحرصه على تشجيع ثقافة النصب والبغض.
__________________
(١) تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي ٣٢٢ ـ مؤسسة أهل البيت ـ بيروت ـ ١٤٠١ هـ.
(٢) الكامل في التاريخ ٦ : ١٠٨ ـ ١٠٩ ، ونحوه في تاريخ ابن الوردي ١ : ٣٠٩ ـالمطبعة الحيدرية ـ النجف.