تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة أيام حبسناه في المطبق (١).
وجاء في بعض الأخبار : « أنه لما صار الماء فوق مكان القبر وقف وافترق فرقتين ، يمينا وشمالاً ، ودار حتى التقى تحت المكان ، وبقي الوسط خاليا من الماء ، والماء مستدير حوله ، فسمّي من ذلك اليوم بالحائر » (٢).
وتألم المسلمون بسبب هذا الموقف المشين الذي سوّد وجه التاريخ ، فكتب أهل بغداد شتم المتوكل على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، ومنهم دعبل ابن علي الخزاعي ت ٢٤٦ والبسّامي (٣) الذي يقول :
تاللّه إن كانت اُمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيها مظلوما |
فلقد أتى بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمري قبره مهدوما |
أسفوا على أن لايكونوا شاركوا |
|
في قتله فتتبعوه رميما (٤) |
ولم يكتف المتوكل بالاعتداء على المكان المقدس الذي شهد ملحمة البطولة بين معسكر الحق بقيادة سيد الشهداء عليهالسلام ومعسكر الباطل بقيادة يزيد ابن معاوية ، بل اعتدى على الزمان الذي بقي رمزا يختزن الشجاعة والتحدّي للظلم والطغيان على مرّ الدهور ، فجعل المتوكل العاشر من المحرم الحرام سنة ٢٥٦ يوما لافتتاح مدينته التي بناها بالماحوزة ، ونزوله في قصر الخلافة فيها
__________________
(١) راجع : مقاتل الطالبيين : ٣٩٥ ، الكامل في التاريخ ٦ : ١٠٨ ، تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٦ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣١٥ ، تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٦٨.
(٢) بحار الأنوار ٤٥ : ٤٠٣ ، التتمة في تواريخ الأئمّة عليهمالسلام / السيد تاج الدين العاملي : ١٣٧.
(٣) هو أبو الحسن ، علي بن محمد بن نصر بن منصور ابن بسّام ، المعروف بالبسّامي ، أو ابن بسّام ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١١٢ / ٥٦.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٥ ، تاريخ الخلفاء / للسيوطي : ٢٦٩.