أرتاب. فوقع في رقعته : « أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك » ، وكان هذا في ليلة الجمعة ، فأصبح المتوكل محموماً فازدادت عليه حتى صرخ عليه يوم الاثنين ، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتى ذكر هو علي ابن جعفر ، فقال لعبيد الله : لم لم تعرض علي أمره؟ فقال : لا أعود إلى ذكره أبداً. قال : خل سبيله الساعة ، وسله أن يجعلني في حلّ ، فخلى سبيله (١).
وفي كل ذلك يتوجه الأصحاب إلى إمامهم عليهالسلام كماترى فيعينهم بالدعاء للتخلص مما هم فيه. عن عبداللّه بن سليمان الخلال ، قال : « كتبت إليه عليهالسلام أسأله الدعاء أن يفرّج اللّه عنّا في أسباب من قبل السلطان كنا نغتم بها من غلماننا ، فرجع الجواب بالدعاء ، ورد علينا الغلمان ... » (٢).
وهو امام العربية الحجة ، صيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى المتوكل ،
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٨٦٦ / ١١٢٩.
(٢) الثاقب في المناقب : ٥٤٨ / ٤٩٠.
(٣) ترجم له النجاشي وقال : يعقوب بن إسحاق السكيت ، أبو يوسف ، كان مقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام ، وكان يختصانه ، وله عن أبي جعفر عليهالسلام رواية ومسائل ، وقتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور. كان وجيهاً في علم العربية واللغة ، ثقة ، مصدقاً ، لا يطعن عليه ، وله كتب منها : كتاب إصلاح المنطق ، كتاب الألفاظ ، كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه ، كتاب الاضداد ، كتاب المذكر والمؤنث ، كتاب المقصور والممدود ، كتاب الطير ، كتاب النبات ، كتاب الوحش وغيرها. رجال النجاشي : ٤٤٩.
وقال ابن خلكان : قال بعض العلماء : ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق ، ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ، ولا نعرف في حجمه مثله في بابه. وفيات الاعيان ٦ : ٤٠٠.