المتوكل وولده بعده على نعمتي ونفسي ... (١).
أمعنت أجهزة المتوكل في منع شيعة الإمام ومواليه من الدخول اليه ، روى القطب الراوندي بالاسناد عن أبي القاسم بن القاسم ، عن خادم علي ابن محمد عليهالسلام ، قال : كان المتوكل يمنع الناس من الدخول إلى علي بن محمد عليهالسلام ، فخرجت يوماً وهو في دار المتوكل ، فإذا جماعة من الشيعة جلوس خلف الدار ، فقلت : ما شأنكم جلستم ها هنا؟ قالوا : ننتظر انصراف مولانا لننظر إليه ونسلم عليه وننصرف ... (٢).
كما أمعنت في التنكيل بأتباع الامام ومحبيه قتلاً واعتقالاً وافقارا ، فأمروا ببعضهم أن يلقى من جبل عالٍ ويدفن في أصل الجبل بتهمة موالاة الإمام عليهالسلام (٣) ، وقطعت أرزاق بعضهم لملازمة الإمام أبي الحسن الهادي عليهالسلام (٤).
وحبس علي بن جعفر وكيل الإمام الهادي عليهالسلام ، وكان من أهل همينيا ـ قرية من قرى سواد بغداد ـ فسعي به إلى المتوكل ، فحبسه مدة طويلة وتحت ظروف قاسية ، وحينما كلمه عبيد الله بن خاقان بقبول ضمانة عنه قدرها ثلاثة آلاف دينار قال المتوكل : يا عبيد الله ، لو شككت فيك لقلت إنك رافضي ، هذا وكيل فلان ـ أي علي بن محمد عليهماالسلام ـ وأنا عازم على قتله. فتأدى الخبر إلى علي ابن جعفر ، فكتب إلى أبي الحسن عليهالسلام : يا سيدي ، الله الله في فقد والله خفت أن
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٩٩.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٤٠٣ / ٩.
(٣) الثاقب في المناقب : ٥٤٣ ، المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٤٨.
(٤) المناقب / ابن شهرآشوب ٤ : ٤٤٢.