ابن عبد الله بن الحسن المثنى في دار مروان فمات في محبسه (١).
وتوارى أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام مدةً طويلة حتى توفي سنة ٢٤٧ هـ ، وكان فاضلاً عالما مقدما في أهله ، معروفا فضله ، وقد كَتَب الحديث وعمّر ، وكُتِب عنه ، وروى عنه الحسين بن علوان روايات كثيرة ، وروى عنه محمد بن المنصور الراوي ونظراؤه.
وتوارى أيضا عبداللّه بن موسى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليهالسلام منذُ أيام المأمون ومات في أيام المتوكل (٢).
روى أبو الفرج الأصفهاني بالأسناد عن محمد بن سليمان الزينبي قال : « نُعي عبداللّه بن موسى إلى المتوكل صبح أربع عشرة ليلة من يوم مات ، ونُعي له أحمد ابن عيسى فاغتبط بوفاتهما وسُرّ ، وكان يخافهما خوفا شديدا ، ويحذر حركتهما لما يعلم من فضلهما واستنصار الشيعة الزيدية بهما وطاعتهما لهما لو أرادوا الخروج عليه ، فلما ماتا أمن واطمأنّ ، فما لبث بعدهما إلاّ اُسبوعا حتّى قُتِل » (٣).
وكان الناس يفتخرون بتزويج آل أبي طالب لشرفهم واتصال نسبهم بالرسول المصطفى صلىاللهعليهوآله ، بينما تراهم في زمان المتوكل يمتنعون من تزويجهم خوفاً منه ، روى أبو الفرج بالاسناد عن إبراهيم بن المدبر ، قال : جاءني محمد بن صالح الحسني ، وسألني أن أخطب عليه بنت عيسى بن موسى بن أبي خالد الحربي ، ففعلت ذلك وصرت إلى عيسى فسألته أن يجيبه ، فأبى وقال لي : لا أكذبك والله إني لا أرده لأني لا أعرف أشرف وأشهر منه لمن يصاهره ، ولكني أخاف
__________________
(١) راجع : مقاتل الطالبيين : ٤٣٤ و ٤٥٠.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤٠٨.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٤١٧.