أمير المؤمنين ، إن علياً ابن عمك ، فكل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تخل مثل هذا الكلب وأمثاله يطمع فيه ، فقال المتوكل للمغنين : غنّوا :
غار الفتى لابن عمه |
|
رأس الفتى في حرّ أمّه (١) |
وحينما تغير عليه أبوه بتقديم المعتز عليه في ولاية العهد ، والانتقاص منه والحط من منزلته بمحضر العامة ، بدأ المنتصر يخالفه في كلّ شيء ، فقد قتل أباه وخلع أخويه المعتز والمؤيد من ولاية العهد الذي عقده لهما المتوكل بعده (٢) ، كما أحسن إلى الطالبيين بشكل عام والعلويين بشكل خاص ، وكان أبوه قد أفرط في الاساءة اليهم.
قال أبو الفرج : كان المنتصر يظهر الميل إلى أهل هذا البيت ، ويخالف أباه في أفعاله ، فلم يجرِ منه على أحد منهم قتل أو حبس ولا مكروه فيما بلغنا ، واللّه أعلم (٣).
وقال في موضع آخر ذكر فيه حصار المتوكل للطالبيين ، ثم قال : إلى أن قُتل المتوكل ، فعطف المنتصر على العلويين ووجه بمال فرّقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ، ونصرة لفعله (٤).
وذكر المؤرخون كثيرا من إجراءاته المخالفة لأبيه في الموقف من الطالبيين والعلويين ؛ قال ابن الأثير : أمر الناس بزيارة قبر علي والحسين عليهماالسلام ، وآمن
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي١ : ٣٠٩.
(٢) راجع : الكامل في التاريخ ٦ : ١٤٦ حوادث سنة ٢٤٨ ، تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٧٧.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٤١٩.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٣٩٦.