العصر ، ألا وهو شيخنا العلامة الحلي قدس الله روحه الطاهرة.
وما عساني أن أنوه أو أحلل شخصية رجل درس العلوم الإسلامية جمعاء ، فأتقنها ، وأصلح ما انحرف منها ، وأسس القواعد الرصينة لها ، وألف الموسوعات المختلفة فيها ، وفرض شخصيته العلمية وآرائه القيمة على المجتمع العلمي منذ عصره الى يومنا هذا.
وحيث اني أعترف بعجزي عن إعطاء صورة مبسطة كاملة عن المؤلف العظيم والنقل والاخبار وان كان يعطي بعضا من نواحي المؤلف الا ان نتاجه العلمي وآرائه الفكرية وتعمقه في القواعد العقلية والنقلية لخير ما يتعرف به عن شخصية المؤلف ومزاياه الفكرية ونبوغه وعلو مقامه.
وليس بالكثير لمن نال مشيخة الطائفة في زمانه ومرجعية الإمامية في عصره أن يكون متمتعا بالاحاطة بالآراء وأقوال مختلف الطوائف الإسلامية ومتحليا بقوة الاستدلال ورصانة التفكير وأصالة الرأي وأن يتحف العالم الإسلامي بموسوعات متعددة في العلوم الإسلامية وأن يكون منهجا عمليا للتعاليم الدينية وان يرتقي إلى مصاف عظماء الرجال ونوادر النوابغ الذين عرفتهم الإنسانية.
كلمات الأعلام في التعريف بالمؤلف
قال المولى عبد الله أفندي في رياض العلماء ج ١ ص ٣٥٨ ( الشيخ الأجل جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن محمد ابن المطهر الحلي.
الإمام الهمام العالم العامل ، الفاضل الكامل ، الشاعر الماهر ، علامة العلماء ، وفهامة الفضلاء ، أستاد الدنيا ، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلامة عند الإطلاق والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الافاق.
وكان رحمهالله آية الله لأهل الأرض ، وله حقوق عظيمة على زمرة الإمامية