قاعدة الزعيم غارم (*)
ومن جملة القواعد الفقهيّة قاعدة « الزّعيم غارم ».
[ الجهة ] الأولى
في مدركها
وهو أمور :
الأوّل : قوله تعالى ( وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ) (١) ولا شكّ في أنّ ظاهر الآية الشريفة أنّ الزعيم والمتعهّد بمال ، عليه أن يعطى ذلك المال للذي تعهّد له.
وأيضا قوله تعالى ( سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ ) (٢) فإنّ ظاهر الآية هو الخطاب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسؤال عنهم أنّ أيّهم زعيم بإثبات ما يدّعون من تساوي حال المشركين مع المسلمين في الدنيا والآخرة ، فإنّهم كانوا يدّعون أنّه على فرض صحّة ما يدّعي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنّا نبعث ، لم يكن حالنا وحالهم إلاّ مثل ما هي في الدنيا ، أي أنّا أعزّاء وهم أذلاّء ، فردّهم الله تعالى بقوله مخاطبا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ( سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ ) أي كفيل بإثبات صحّة ذلك ، أي ادّعائهم ادّعاء باطل لا يقدر أحد منهم إثبات
__________________
(*) « الحق المبين » ص ٨٥ ، « خزائن الاحكام » ش ١٧ ، « قواعد فقه » ( شهابى ) ص ٩٣ ، « القواعد » ص ١٣٧ ، « قواعد فقه » ( محقق داماد ) ج ٢ ، ص ١٥٥ ، « قواعد فقهي » ص ٦٧.
(١) يوسف (١٢) : ٧٢.
(٢) القلم (٦٨) : ٤٠.