وعن أبي هاشم الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : سألته عن الله هل يوصف؟ فقال : أما تقرأ القرآن؟ قلت : بلى ، قال : أما تقرأ قوله تعالى : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ )؟ قلت : بلى ، قال : فتعرفون الأبصار؟ قلت : بلى ، قال : وما هي؟
قلت : أبصار العيون ، فقال : إنّ أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون ، فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه كان يقول : الحمد لله الذي لا يحسّ ولا يجسّ ولا يمسّ ولا يدرك بالحواسّ الخمس ، ولا يقع عليه الوهم ... (٢).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : من شبّه الله بخلقه فهو مشرك ، إنّ الله تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ، وكلّ ما وقع في الوهم فهو بخلافه (٣).
وعن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : ... لا تضبطه العقول ، ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به مقدار ، عجزت دونه العبارة ، وكلّت دونه الأبصار ، وضلّ فيه تصاريف الصفات ... (٤).
وفي الدعاء : إلهي ... ولم تجعل للعقول طريقا إلى معرفتك إلاّ بالعجز عن معرفتك (٥).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : من عبد الله بالتوهّم فقد كفر ... (٦).
وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : الحمد لله الواحد الأحد ... فليست له صفة تنال ، ولا حدّ يضرب له فيه الأمثال ، كلّ دون صفاته تعبير اللغات (٧) ، وضلّ هنالك تصاريف الصفات ، وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير ، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير ، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب ، وتاهت في أدنى
__________________
(١) التوحيد ١١٢ ، وفي بعض النسخ : إنّ أوهام القلوب أكثر ...
(٢) التوحيد ٥٩ ، وعنه البحار ٣ : ٢٩٨.
(٣) التوحيد ٨٠ ، وعنه البحار ٣ : ٢٩٩.
(٤) البحار ٤ : ٢٦٣ ، عن علل الشرائع.
(٥) مناجاة العارفين من المناجاة الخمسة عشرة المرويّة في البحار ٩٤ : ١٥٠ عن بعض كتب الأصحاب.
(٦) التوحيد ٢٢٠.
(٧) في البحار : تحبير اللغات ، وفيه : التحبير : التحسين.