تقديره فلما جاء الرسول سليمان.
الثاني : حذف المفعول وهو على ثلاثة أقسام : الأول : حذفه من كل فعل ليس له مفعول معيّن ، بل يكون المقصود من الكلام بيان حال الفاعل فقط. ومنه قوله تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) أي هل يستوي ذو العلم ومن لا علم له. وفي مثل هذا يتعين أن لا يعدّى الفعل لفظا ولا تقديرا ، ويكون حاله كحال غير المتعدي ، فإن عدّيته تخصه بما تعدّيه اليه فينقص الغرض.
ومن ذلك المحذوف من الافعال التي لها مفعول معيّن وحذفه لأمور. الأول : أن يكون المراد بيان حال الفاعل ، وأن ذلك دأبه لا بيان حال المفعول. مثاله قوله تعالى : ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) إلى قوله : ( فَسَقى لَهُما ) فحذف المفعول به من أربعة مواضع إذ لو أضافه الى الغنم مثلا لتوهم أن الانكار إنما جاء من ذود الغنم لا من مطلق الذود ، كما تقول ما لك تمنع أخاك ، وكلّ مخلّ بالمقصود ومثله قول الشاعر :
هم خلطونا بالنفوس وألجئوا |
|
الى حجرات أدفأت وأظلّت |
أراد ألجئونا وأظلتنا وأدفأتنا فحذف فكأنه قد أبهم أمره ، ولم يقصد شيئا يقع عليه فلو قال أدفأتنا ، لكان الأمر مختصا بهم وبطل الغرض.
الثاني أن يكون المقصود ذكره إلا أنك لا تذكره إيهاما بأنك لا تقصد ذكره كقول البحتري :
شجو حسّاده وغيظ عداه |
|
أن يرى مبصر ويسمع واع |
المعنى أن يرى مبصر محاسنه ويسمع واع أخباره .. الثالث : ان يحذف لكونه مبينا كقولك ـ أصغيت إليك ـ أي أذني. و ـ أغضيت عنك ـ أي جفني .. وقال ابن الاثير حذف المفاعيل على قسمين. الأول : حذف مفاعيل غلب حذفها على اثباتها كمفعول المشيئة والإرادة في باب الشرط ، وباب لو أو كمفعول الأقسام. فأما حذف مفعول