المشيئة والارادة في باب لو وباب الشرط ففي القرآن العظيم منه كثير.منها قوله تعالى : ( وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا ) تقديره لو شاء الله أن لا يقتتلوا ما اقتتلوا بحذف مفعول المشيئة لدلالة ما بعده عليه ، ومنه قوله تعالى : ( وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ ) تقديره ولو شاء الله هدايتكم كلكم لهداكم أجمعين. ومنه قوله تعالى : ( وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ ) ومثله في القرآن كثير. وقد (١) ومنه قوله تعالى : ( لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا ). ومنه قوله تعالى : ( لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ) .. وقد ظهر مفعول المشيئة في قول الشاعر :
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته |
|
عليك ولكن ساحة الصبر أوسع |
ـ وأما حذف مفعول الافساد فمنه قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ). وقوله تعالى : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ). وقوله تعالى : ( يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ). وقوله تعالى : ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ) وهو كثير .. الثاني ما يحذف لدلالة السياق عليه. فمنه قوله تعالى : ( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) تقديره ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الله القابض الباسط. وقوله تعالى : ( وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ) تقديره وما يشعرون أنهم لأنفسهم يخادعون ونحوه.
ونذكر : هاهنا قاعدة ينبني عليها حكم الفاعل والمفعول ، وهو أن العرب ينظرون إلى مقصود الإفادة في هذا الباب ونحوه ، فإن كان المقصود نسبة الفعل الى الفاعل اقتصروا عليه فقالوا ـ فلان يعطي ويمنع ويصل ويقطع. والله يحيي ويميت ـ لأنه ليس الغرض ذكر المعطى
__________________
(١) كذا في الأصل .. والظاهر أنه أراد وأما حذف مفعول الارادة في باب الشرط وباب لو ففي القرآن منه كثير ومنه الخ.