يخل بالباقي وتعرّض بالشبهة. فمنها قول علقمة :
كأنّ ابريقهم ظبي على شرف |
|
مفدّما بسبا الكتّان ملثوم |
فقوله ـ بسبا الكتان ـ يريد بسبائب الكتان. وكذلك قول لبيد :
درس المنا بمتالع فأبان
أراد المنازل. وعلى نحو من هذا جاء قول أبي دؤاد :
يذرين جندل جابر بجنوبها |
|
فكأنما تذكي سنابكها الحبا |
أراد الحباحب ـ والحباحب ـ طائر على مثال الجندب الصغير يرى منه نور ضعيف ليلا. وهذا وأمثاله قليل جدا وإياك أيها المؤلف أن تستعمله في كلامك وإن كان جائزا وقد ورد في أشعار العرب مثله.
قال المصنف عفا الله عنه : هذا الذي ذكره ابن الاثير فيه نظر لأنه قد صح عن ابن عباس وجماعة من أكابر الصحابة والسلف الصالح أن هذه الحروف التي في أوائل السور كل حرف منها دال على كلمة حذف أكثرها ، ودل هذا المنطوق به على المحذوف.
وقالوا : إن معنى « الم » أنا الله الملك. وقالوا في « كهيعص » أن الكاف من كاف والهاء من هاد. واستدلوا على ذلك بأن العرب استغنت بذكر حرف من الكلمة عن ذكرها في كثير من كلامها وأشعارها ففهمت المراد من ذلك الحرف. ومنه قول الشاعر :
جارية قد وعدتني أن تا |
|
تدهن رأسي أو تفلي أو تا |
أراد أن تأتي وتدهن رأسه وتفلي أو تمسح. وقال آخر :