أسرى ، فقال أحد الحيين لأسير عندهم أرسل إلى قومك رسولا يقول لهم ليكرموا أسيرنا ، فإننا لك مكرمون ، فقال : ائتوني برسول منكم أرسله اليهم فجاءوا برجل فسأله عن أشياء فقال ما أراك إلاّ عاقلا أبلغ قومي السلام ، وقل لهم ليكرموا فلانا فإن قومه لي مكرمون ، وقال له : وقل لهم يخلوا عن ناقتي الحمراء ويركبوا جملي الأصهب بآية ما أكلت معكم حيسا ، وسلوا الحارث عن خبري فلما بلغهم الرسالة حلوا وثاق ذلك الرجل ، وقالوا : والله ما له ناقة حمراء ولا جمل أصهب ، فلما انصرف الرسول استدعوا الحارث وقصوا عليه ما قال فقال : أشار بقوله حلوا عن ناقتي الحمراء واركبوا جملي الاصهب ارتحلوا عن هذه الارض الدهناء واصعدوا الجبل ، وأشار بقوله بآية ما أكلت معكم حيسا إلى أن أخلاطا من الناس اتفقوا على أن يغيروا على حيكم ليلا ، فإن الحيس يجمع السمن والتمر والأقط فارتحلوا عن تلك الأرض وصعدوا الجبل فأغار عليهم أعداؤهم فلم يجدوهم في المكان الذي كانوا فيه فسلموا من اغتيال عدوهم لهم. وقد نظم هذا المعنى بعض الشعراء فقال :
حلوا عن الناقة الحمراء أرحلكم |
|
والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا |
إنّ الذئاب قد اخضرّت براثنها |
|
والنّاس كلهم بكر اذا شبعوا |
ومثل هذا عن العرب كثير .. الثاني أن يذكر مع الشيء مثله ، ويسمى مغالطة المثل كقول المتنبي :
يشلّهم بكلّ أقبّ نهد |
|
لفارسه على الخيل الخيار |
وكلّ أصمّ يعسل جانباه |
|
على الكعبين منه دم ممار |
يغادر كلّ ملتفت اليه |
|
ولبّته لثعلبه وجار |
ـ والثعلب ـ الحيوان وطرف السنان ـ والوجار ـ بيت ذلك الحيوان .. وكقول الشاعر :