فإنّك إن تهجو تميما وترتشي |
|
سرابيل قيس أو سحوق العمائم |
كمهرق ماء في الفلاة وغرّه |
|
سراب أذاعته رياح السمائم |
ـ وقال آخر :
إني وتركي ندا الأكرمين |
|
وقدحي بكفّي زنادا شحاحا |
كتاركة بيضها بالعرا |
|
ء وملبسة بيض أخرى جناحا |
يجب ان يكون كل بيت من الأولين مع بيت من الآخرين ، لأنه أجود وأنسب .. ومن هذا النوع أيضا قول الشاعر :
فيا أيها الحيران في ظلمة الدّجى |
|
ومن خاف أن يلقاه بغي من العدا |
تعال اليه تلق من نور وجهه |
|
دليلا ومن كفّيه بحرا من النّدا |
قال النقّاد هذا فاسد التفسير ، لأنه قابل البغي بالسماحة ، وكان يجب أن يقابل بغير ذلك فيقول تنظر أسدا حاميا وليثا مانعا. وقد قيل في هذا البيت انه دل على الشجاعة بلازمها لأن الشجاع لا يكون بخيلا ، ولذلك قال الشاعر :
لا تطلبنّ من البخيل شجاعة |
|
إنّ البخيل يخاف أسباب الرّدى |
من لا يجود بماله يوم الندا |
|
أنّى يجود بنفسه يوم اللقا |
وقد تعسف لهذه الابيات وجوه من المعاني ، وضروب من التصحيح تخرج بها من أن تكون فاسدة ، ليس هذا موضع استيفائها وفيما ذكرت كفاية ومقنع والله الهادي والموفق.