عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمَكَارِمُ عَشْرٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ فَلْتَكُنْ ؛ فَإِنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي وَلَدِهِ (١)، وَتَكُونُ فِي الْوَلَدِ وَلَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي الْحُرِّ ».
قِيلَ : وَمَا هُنَّ؟
قَالَ : « صِدْقُ الْيَأْسِ (٢) ، وَصِدْقُ اللِّسَانِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ،
__________________
عطيّة ». والصواب ما أثبتناه ، فقد روى يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطيّة في كامل الزيارات ، ص ٥٥ ، ح ٣ ؛ وص ٢١٣ ، ح ١٠ ؛ وص ٢٤٥ ، ح ٣.
ثمّ إنّ هذا الخبر رواه الصدوق في الخصال ، ص ٤٣١ ، ح ١١ ، والشيخ الطوسي في الأمالي ، ص ١٠ ، المجلس ١ ، ح ١٢ ، بسنديهما عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطيّة. وأمّا الأمالي للمفيد ، ص ٢٢٦ ، المجلس ٢٦ ، ح ٤ ، فقد ورد الخبر فيه عن يزيد بن إسحاق عن الحسين بن عطيّة ، ولكنّ المذكور في حاشية الكتاب نقلاً من بعض النسخ هو « الحسن بن عطيّة ».
هذا ، ولم نجد رواية يزيد بن إسحاق عن الحسين بن عطيّة ـ مع الفحص الأكيد ـ في غير سند هذا الخبر.
(١) في « ج » : « الولد ».
(٢) في « ص ، ف » وحاشية « ج ، بس » وشرح المازندراني والوافي والخصال والأمالي للمفيد والأمالي للطوسي ، ص ١٠ : « البأس ». وفي « بس ، بف » والجعفريّات والأمالي للطوسي ، ص ٣٠١ : « الناس ». وقال في الوافي : « اريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره وإخباته لخشوع باطنه وإخباته ، لايرى التخشّع في الظاهر أكثر ممّا في باطنه ». وقال في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٧٣ : « صدق البأس ، أي الخوف ، أو الخضوع ، أو الشدّة والفقر ، ومنه البائس الفقير ، أو القوّة. وصدق الخوف عن المعصية بأن يتركها ، ومن التقصير في العمل بأن يسعى في كماله ، ومن عدم الوصول إلى درجة الأبرار بأن يسعى في اكتساب الخيرات ... وصدق الخضوع بأن يخضع للهتعالى ، لا لغيره ... وصدق الفقر بأن يترك عن نفسه هواها ومتميّناتها وآمالها وإلاّ فهو ليس بفقير ، وصدق القوّة أن يصرفها في الطاعات فمن صرفها في المعاصي فهو ضعيف عاجز ».
ونقل العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٤٤ عن بعض النسخ : « اليأس » وعن بعضها : « البأس » ، ثمّ قال : « فعلى الأوّل المراد به اليأس عمّا في أيدي الناس وقصر النظر على فضله تعالى ولطفه ، والمراد بصدقه عدم كونه بمحض الدعوى من غير ظهور آثاره ... وعلى الثاني المراد بالبأس إمّا الشجاعة والشدّة في الحرب وغيره ، أي الشجاعة الحسنة الصادقة في الجهاد في سبيل الله وإظهار الحقّ والنهي عن المنكر ، أو من البؤس والفقر ، كما قيل : أُريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره وإخباته لخشوع باطنه وإخباته ، لايرى التخشّع في الظاهر أكثر ممّا في باطنه. انتهى ، وهو بعيد عن اللفظ ؛ إذ الظاهر حينئذٍ البؤس ، بالضمّ ، وهو خلاف المضبوط من الرسم » ، ثمّ نقل كلام المازندراني أيضاً وقال : « وفي أكثرها تكلّف مستغنى عنه ».