فلأنّه يدّعي أنّ « المولى » هو المؤسّس لهذه الطريقة الحقّة ، وقد تقدّم الحرّ العاملي قدسسره بالجواب عنه ... إنّ القائل لهذه المقالة الفاسدة طبعا وعقلا وشرعا يريد إخراجهم من الدين الحنيف ... بل هي دعوى كلّ مشوّش وملاعب بالألفاظ والمعاني.
ومنهم من يقول بأنّ المولى قد أخذ آراءه من الفلاسفة الاوروبيّين الحسّيّين ، خصوصا في هذا العصر الّذي كثرت فيه الافتراءات على أمثال هذه الشخصيّة.
فنقول :
أوّلا : كيف يقدر على إثبات هذه الدعوى؟ والحال أنّ المعاصرين لم يدركوا ذلك حتّى الّذين أتوا بعده ، فكيف وصل إلى من في هذا الزمان توجيه المقالة أنّ ما في التراجم كلّه من العلماء واحد بعد واحد إلى أن يصل إلى من يدوّن في ذلك المقام فيكتب ما وصل إليه!.
إنّ أصل الدعوى لا لها سبق حتّى يرويها واحد إلى واحد! فعرف أنّه افتراء!.
ثانيا : إن كان قد أخذ واتّبع الفلاسفة المعنيّين فما ربط ذلك بالفقه والاصول؟
فخرج تهافت ما ادّعاه.
ثالثا : انّ المولى اختار مسلك المتقدّمين في قوله : الصواب عندي مذهب قدمائنا الأخباريّين وطريقتهم.
ويلزم من هذا القول أنّ المتقدّمين أيضا أخذوا عن الفلاسفة المعنيّين ، فبان ما غفل عنه!.
رابعا : أساتيذه الكرام
إنّ أوّل من له الفضل عليه وهو « الميرزا محمّد عليّ الأسترآبادي » صاحب كتب « الرجال » الثلاثة ، كان مدرّسه في آخر دراسته كما يشير إلى ذلك ما تقدّم.
ثمّ السيّد السند محمّد بن الحسن العاملي صاحب « المدارك » درس عنده في المشهد الغروي المقدّس ، وكان معجبا بالمولى كثيرا حتّى أنّه وصفه بالفضل والنبل في إجازته له ، ذكر ذلك صاحب « روضات الجنّات ».
ثمّ الشيخ حسن صاحب « المعالم » درس عنده ، يشهد بذلك الإجازة الّتي