فنحن حكماء الله في أرضه وشهداؤه على خلقه ، وهو قول الله تبارك وتعالى : ( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه ، فهذا علم قد أنهيته (١).
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي ـ في احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام على المهاجرين والأنصار حكاية عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ أيّها الناس! عليّ بن أبي طالب فيكم بمنزلتي (٢) ، فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم ، فإنّ عنده جميع ما علّمني الله عزوجل من علمه وحكمه ، فاسألوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده (٣).
وفي احتجاج الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام على الجماعة المنكرين فضله وفضل أبيه بحضرة معاوية ، قال عليهالسلام : أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في حجّة الوداع أيّها الناس! إنّي تركت فيكم ما لم تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ثمّ قال : والمعوّل علينا في تفسيره (٤).
وفي الكافي ـ في باب بعد باب الإسلام قبل الإيمان ـ عن محمّد بن سالم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ اناسا تكلّموا في هذا القرآن بغير علم ، وذلك إنّ الله تبارك تعالى يقول : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ... ) الآية فالمنسوخات من المتشابهات والمحكمات من الناسخات (٥).
وفي أوّل كتاب الروضة من الكافي : محمّد بن يعقوب الكليني قال : حدّثني عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمره بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها ، وكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم ، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
قال : وحدّثني الحسن بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن
__________________
(١) بصائر الدرجات : ١٩٨ ، ح ٤.
(٢) في الاحتجاج : وهو فيكم بمنزلتي فيكم.
(٣) الاحتجاج ١ : ١٤٨.
(٤) الاحتجاج ١ : ٢٧٣ ، والعبارة الأخيرة وجدناها في ص ٢٩٩ للحسين عليهالسلام.
(٥) الكافي ٢ : ٢٨ ، ح ١.