ولا يبعد أن يحمل مثل هذه على الجواز والبيان عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم والّذي ورد في البعض من المنع عنه بأنكم لا تقولوا رمضان فإنّكم ما تدرون ما هو؟ بل قولوا شهر رمضان بحملها على الكراهة لو ثبت الصحّة إذا لم يكن غرض صحيح أو لمن لم يعرف مطلقا وقيل في وجه التسمية إنّه إنّما سمّي الشهر بذلك لارتماض الناس واحتراقهم في حرّ الجوع والعطش بصومه ، أو لارتماض الذنوب فيه به ، وهما مبنيّان على وجود الصوم في هذا الشهر حين التسمية ، وهو غير معلوم.
في الكشّاف إنّ الصوم عبادة قديمة وكأنّهم سمّوه لارتماضهم إلخ أو لوقوع التسمية لهذا الشهر في رمض الهواء بالشمس أي حرارته. والإرادة ظاهرة أي طلب المراد ، واليسر والعسر متضادّ ان معلومان أي اللّين والصلابة والتكميل والإكمال الإتمام ، و «شهر» رفعه إمّا بأنّه خبر مبتدأ محذوف ، أي هي يعني الأيّام المعدودة الّتي فرض صومها شهر رمضان ، وكونه بدلا عن الصيام كما قيل في تفسير البيضاوي بعيد لحذف المضاف ووجود الفصل الكثير ، ولزوم كونه مكتوبا على الّذين من قبلنا أيضا وهو غير معلوم أو مبتدأ خبره الّذي أنزل أو هو صفة و «فمن شهد» خبره ، ولوصفه بما تضمّن معنى الشرط صحّ الفاء في الخبر «وهدى وبيّنات» حالان عن القرآن و «من» بيانيّة و «الفرقان» عطف على الهدى أي هو آيات واضحات ممّا يهدي إلى الحقّ ويفرّق بينه وبين الباطل ، وإعراب «فمن» إلخ ظاهر.
و «لتكملوا» يحتمل عطفه على ما يستفاد ممّا سبقه أي أسقط الصوم عن المريض والمسافر ، وأوجب في أيّام أخر لإرادة التيسير ، وعدم إرادة التعسير ، وللتكميل. أو يكون التقدير : وشرع ذلك للتكميل. وحذف للظهور ، ويحتمل أيضا أن يكون معطوفة على اليسر أي يريد أن تكملوا ، قالهما في تفسير القاضي والكشّاف وفي الثاني الأوّل أوجه ، ولعلّ حاصل التفسير : فرض وأوجب عليكم صيام الشهر الشريف الّذي أنزل الله فيه القرآن العزيز الّذي هو هاد للنّاس من الضلال إلى الهدي ، ومبيّن الحلال والحرام ، والفارق لهم بين الحقّ والباطل ، بمعنى كون ابتداء النزول وقع فيه أو إنزاله إلى السماء الدنيا كلّه كان فيه ، ثمّ ينزل بالتدريج على مقدار