من الأب والأمّ (١) ويمكن الجواب عن استدلاله بضعف الأخبار ، وبأنّ أبا بصير مشترك وأيضا أرسل عن أبي حمزة عنه في الفقيه ، فان كان الثماليّ كما هو الظاهر فالطريق على ما قيل قوىّ على تقدير توثيق أبي بصير وإن كان البطائنيّ فليس بقويّ أيضا لأنّه مجهول والظاهر أنّ أبا بصير هو يحيى بن القاسم على ما نقل في الكافي عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير وعليّ هو قائد أبي بصير يحيى فيحتمل سقوطه على ما في الفقيه.
وأيضا في الكافي «تريد وداعه» بدل تخاف هلاكه ، فلا دلالة فيه حينئذ وبأنّه ليس بصريح في التحريم ، فانّ كلمة «لا» تحتمل التحريم والكراهة وإن قلنا إنّ الأوّل أظهر ، ولكنّه ليس بمثابة يعارض هذه الأخبار ، ويخصّص عموم القرآن به إذ لا بدّ لتخصيص القرآن بالخبر من كون الخبر نصّا في الدلالة على ما يخرج به القرآن عن ظاهره ، وبالجملة ينبغي في تخصيص قطعيّ المتن بظنيّ المتن من كون دلالة المخصّص الظنيّ قطعيّة لينجبر به قطعيّة العامّ ، فلا بدّ أن يكون دلالة الخاصّ على الفرد المخرج بالمخصّص عن العام القطعيّ أقوى وأتمّ من دلالة العامّ عليه ، وهو ظاهر ومبيّن في الأصول ، فلا تغفل عن هذه اللّطيفة وبأنّه قد يكون بترك ما أخبر به أيضا مثل ما فهم من الأخبار ، بل ذلك متعيّن لعدم إمكان ترك هذه الأخبار كلّها ، أو أنّ هذا عامّ فيخصّص بتلك الأخبار يعني نزيد عليه ما وجد في الأخبار الأخر ، ولا يمكن حمل تلك على هذا ، إذ فيه حصر في أمور مذكورة محصورة ولو حمل على كلّ ضروريّ كما هو مذهب أبي الصلاح فهو خلاف الظاهر من الرواية فمذهبه أيضا لا يناسب دليله ، ومع ذلك لا يمكن حمل بعض الروايات عليه ، كما يعلم إذا تأمّلتها.
وبعد هذا كلّه يمكن حمله على الكراهية للجمع ويدلّ عليه ما ذكره الشيخ في التهذيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قلت جعلت فداك يدخل عليّ شهر
__________________
(١) التهذيب ج ١ ص ٤٤٤ ، الفقيه ج ٢ ص ٨٩ ، الكافي ج ٤ ص ١٢٦. وفيه أو أخ تريد وداعه.