إليه الحاجّ ، وكذا الشهر الحرام والهدي والقلائد بقوله تعالى «وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ. جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ [ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] وتفسيرها سيأتي.
الثانية: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا) (١).
أي لا تجعلوا محرّمات الله حلالا ومباحا ولا العكس يعني لا تتعدّوا حدود الله ، فعلى هذا يحمل الشعائر على المعالم ، أي حدود الله وأوامره ونواهيه وقيل هي فرائضه وقيل هي جمع شعيرة ، وهي أعلام الحجّ ومواقفه ، يعني لا تجعلوا ترك مناسك الله حلالا فتتركوها وقيل المراد دين الله لقوله (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) أي دينه (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ) أي لا تحلّوا الشهر الحرام بالقتل فيه أو بالسبي كأنّه يريد جميع الأشهر الحرم (وَلَا الْهَدْيَ) أي لا تحلّوا ما اهدي إلى الكعبة أو مطلقا جمع هديّة كجدي في جمع جديّة السرج (وَلَا الْقَلائِدَ) أي لا تحلّوا ذوات القلائد من الهدي جمع قلادة ، وهي ما يعلّق على عنق الهدي علامة لكونه هديا من النعل وغيره ، وذكر الهدي ذي القلائد بعد ذكر الهدي لأنّها أشرف الهدي فنهى عن القلائد أوّلا في ضمن الشعائر ثمّ في ضمن الهدي ثمّ صرّح بالنّهي عنها بخصوصها تأكيدا ، ويحتمل أن يكون المراد نفس القلائد وجعلها غير حلال ، بمعنى عدم اعتقاد مشروعيّتها واستحبابها ، أو عدم أخذها والتصرّف فيها إن كان ممّا يتملّك وله قيمة
__________________
(١) المائدة : ٢.