هكذا يعني استقبل بيديه حذاء وجه القبلة في افتتاح الصّلاة (١) وفي رواية مقاتل ابن حيّان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : لمّا نزلت هذه السّورة قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لجبرئيل ما هذه النحيرة الّتي أمرني ربّي بها؟ قال : ليست بنحيرة ولكنّه يأمرك إذا عزمت للصلاة أن ترفع يديك ، إذا كبّرت وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، وإذا سجدت فإنّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السّموات السبع فانّ لكلّ شيء زينة ، وإنّ زينة الصّلاة رفع الأيدي على كلّ تكبيرة.
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : رفع الأيدي من الاستكانة قلت وما الاستكانة؟ قال : ألا تقرء هذه الآية (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) (٢).
وقال في مجمع البيان بعده : أورده الثعلبيّ والواحديّ في تفسيريهما فيكون المراد مطلق الصّلاة ورفع اليدين معا إلى حذاء الوجه والخدّ حال تكبيراتها ، ويكون مستحبّا كما هو رأي أكثر الأصحاب ، ويؤيّده الأصل والشهرة والاحتمالات في الآية. وبعض الأخبار الدّالّة على الترك ، مثل صحيحة (٣) حمّاد المشهورة الطويلة فإنّه ترك فيها رفع اليد في تكبير السجود كجلوس الاستراحة يدلّ على عدم وجوبها لأنّه في مقام التعليم ، وكما في صحيحة (٤) عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : على الامام أن يرفع يده في الصّلاة ، ليس على غيره أن يرفع يده في الصّلاة.
والظاهر أنّه لا قائل بالفرق ، قال في التهذيب وقال محمّد بن الحسن : المعنى في
__________________
(١) وزاد في هامش المطبوعة كما في المجمع وهكذا كنز العرفان ج ١ ص ١٤٧ : ورواية حماد بن عثمان قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام ما النحر فرفع يديه إلى صدره فقال هكذا ثم رفعهما فوق ذلك فقال هكذا يعنى استقبل بيديه القبلة في استفتاح الصلاة.
(٢) المؤمنون : ١٧٧.
(٣) الفقيه ج ١ ص ١٩٦.
(٤) الوسائل الباب ٩ من أبواب تكبيرة الإحرام الحديث : ٧.