بيِّناً بين اجتماع الناس على شيء وجمعهم عليه ، فإن الاجتماع مأخوذ في معناه اختيار المجتمعين ، وأما الجمع فمأخوذ فيه عدم الاختيار ، والذي حصل لبني أمية هو الثاني ، والمذكور في الحديث هو الأول ، وهذا واضح معلوم لمن نظر في تاريخ بني أمية وسيرتهم في الناس.
وقد روي فيما يدلِّل ذلك الكثير ، ومنه ما روي عن سعيد بن سويد ، قال : صلى بنا معاوية بالنخيلة ـ يعني خارج الكوفة ـ الجمعة في الضحى ، ثم خطبنا فقال : ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلّوا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا ، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمَّر عليكم ، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون (١).
٤ ـ أن الخلفاء حسبما ذكر في كلامه يكونون ثلاثة عشر لا اثني عشر ، وهم :
١ ـ أبو بكر. |
|
٢ ـ عمر. |
|
٣ ـ عثمان. |
٤ ـ الإمام عليعليهالسلام |
|
٥ ـ معاوية. |
|
٦ ـ يزيد بن معاوية |
٧ ـ عبد الملك. |
|
٨ ـ الوليد. |
|
٩ ـ سليمان. |
١٠ ـ عمر بن عبد العزيز. |
|
١١ ـ يزيد بن عبد الملك. |
|
١٢ ـ هشام بن عبد الملك |
١٣ ـ الوليد بن زيد.
قال ابن كثير : إن الخلفاء إلى زمن الوليد بن اليزيد أكثر من اثني عشر على كل تقدير (٢).
قال ابن حجر العسقلاني : الأَولى أن يحمل قوله : ( يكون بعدي اثنا عشر خليفة ) على حقيقة البَعْدية ، فإن جميع من ولي الخلافة مِن الصدِّيق إلى عمر
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٣٤.
(٢) المصدر السابق ٦ / ٢٥٥.