هو عمر ، إلا أنه فعل ذلك قليلاً ، وكذا صنَع عثمان ، ثم صارت سُنّة جارية في زمن معاوية ، فعلها هو وأمراؤه كمروان في المدينة ، وزياد بالبصرة.
الطائفة الرابعة : دلَّت على أن بعضهم ابتدع الأذان لصلاة العيدين ، مع أن ذلك لم يكن في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن المسيب ، قال : أول من أحدث الأذان في العيدين معاوية (١).
قال الشافعي في كتاب الأم : أخبرنا الثقة عن الزهري أنه قال : لم يُؤَذّن للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان في العيدين ، حتى أحدَثَ ذلك معاوية بالشام ، فأحدثه الحجّاج بالمدينة حين أُمِّر عليها. وقال الزهري : وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمر في العيدين المؤذّن أن يقول : الصلاة جامعة (٢).
هذا وقد نص بعض أعلام أهل السنة على ذلك :
قال ابن حجر في فتح الباري : واختُلف في أول من أحدث الأذان فيها ـ أي في صلاة العيد ـ فروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب أنه معاوية. وروى الشافعي عن الثقة عن الزهري مثله (٣).
وهي عين عبارة الزرقاني في شرح الموطأ (٤).
وقال القسطلاني : أول من أحدث الأذان فيها معاوية. رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح (٥).
وقال الشوكاني : وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن المسيب
__________________
(١) المصنف ١ / ٤٩١.
(٢) كتاب الأم ١ / ٢٣٥.
(٣) فتح الباري ٢ / ٣٦٢.
(٤) شرح الزرقاني على موطأ مالك ١ / ٥١٢.
(٥) إرشاد الساري ٢ / ٢١١.