إلى غير ذلك من الأحاديث المتقاربة في اللفظ والمعنى مع ما ذكرناه.
لقد ادَّعت كل طائفة أنها هي الفرقة الناجية دون غيرها ، فكثر الأخذ والرد بين علماء الطوائف ، وساقت كل طائفة ما عندها من الأدلة.
ومن المعلوم أنه لا يمكن قبول كلام كل الطوائف في هذه المسألة ، لأنه يستلزم تكذيب الأحاديث الصحيحة السابقة التي نصَّت على أن الناجية هي واحدة من كل الفِرق ، ثم إن اعتقاد ذلك يؤدي إلى الوقوع في اعتقاد المتناقضات ، فنعتقد أن أهل السنة هم الناجون دون غيرهم ، والمعتزلة والخوارج والشيعة وغيرهم كذلك ، وهذا واضح الفساد.
وعليه ، فلا بد من النظر في الأدلة وتمحيصها ، والأخذ بالحُجج القطعية ، وطرح الادعاءات الواهية التي لا تستند إلى شيء ، فإنها لا قيمة لها ولا فائدة فيها.
ولنضرب أنموذجين لبعض استدلالات أهل السنة على أنهم هم الفرقة الناجية ، ليرى القارئ العزيز كيف تمسّك بعضهم بما لا ينفع ، وتشبّث بما لا يفيد :
الأول : ما ذكره الإيجي في المواقف ، حيث قال : وأما الفرقة المستثناة الذين قال فيهم : « هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي » ، فهم الأشاعرةوالسلف من المحدّثين وأهل السنة والجماعة ، ومذهبهم خال من بِدَع هؤلاء ...
__________________
٣ / ٣٨٤٣ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٢٢ ح ٣٩٩٢ ، ٣٩٩٣ صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ٢ / ٣٦٤ ح ٣٢٢٦ ، ٣٢٢٧. مسند أحمد بن حنبل ٣ / ١٤٥ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٥٨. كتاب السنة ١ / ٣٣ ح ٦٥. مشكاة المصابيح ١ / ٦١ ح ١٧٢. الدر المنثور ٢ / ٢٨٦ في تفسير ٣ : ١٠٣. المطالب العالية ٣ / ٨٧ ح ٢٩٥٦. الجامع الصغير ١ / ٥١٦ ح ٢٦٤١. سلسلة الأحاديث الصحيحة ١ / ٣٥٨ ح ٢٠٤ ، ٣ / ٤٨٠ ح ١٤٩٢.