( ٧ )
ما هي الفرقة الناجية؟
تمهيد :
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منذرة بافتراق الأمة إلى فِرَق كثيرة ، وتشعّبها إلى طوائف مختلفة ، كلها في النار إلا واحدة.
وقد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فافترقت هذه الأمة إلى فِرَق كثيرة يكفِّر بعضها بعضاً ، ويستحل بعضها دم بعض.
وصارت كل فرقة تدَّعي أنها هي الفرقة المُحِقَّة ، وأن أتْبَاعها هم الناجون دون غيرهم من طوائف الأمة ، وغدت كل طائفة تنافح في إثبات ذلك بكل ما أُوتيت من جهد وقوة ، فاختُلقَت الأحاديث الكثيرة التي تنتصر بها كل فرقة على غيرها من الفِرَق ، وأُلِّفَت كثير من الكتب المملوءة بالأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصارت كل فرقة تحتج على غيرها بأقوال تنسبها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فزادت الفتنة ، وعظمت المحنة ، وخفي الحق ، وانتشر الباطل ، وصار الناس في ظلمة عمياء ، إذا أخرج المرء فيها يده لم يكد يراها.
إلا أن الحق لا تختفي أنواره ، ولا تندثر آثاره ، فأعلامه لائحه ، ودلائله واضحة ، فإن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة تصدح بالحق وتصدع بالهدى ، إلا أن مبتغي الحق يلزمه ألا يتعصّب للمخلوقين ، وأن يجانب هواه ، وأن يفر من عبادة السادة والكبراء ، وينأى عن تقليد الأجداد والآباء.