صلىاللهعليهوآلهوسلم مسك ، وهو يأخذ منه قبضة قبضة فيدفعها إلى مالك ، ومالك ينشرها على الناس. قال مطرف : فأُوّلت ذلك العلم واتباع السنّة (١).
٣ ـ الشافعي : ذكر الخطيب عن المزي أنه قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام ، فسألته عن الشافعي ، فقال لي : من أراد محبّتي وسُنّتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي ، فإنه مني وأنا منه.
وعن أحمد بن حسن الترمذي قال : كنت في الروضة فأغفيت ، فإذا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أقبل ، فقمت إليه فقلت : يا رسول الله قد كثر الاختلاف في الدين ، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال : أف. ونفض يده ، قلت : فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وقال : أصاب وأخطأ. قلت : فما تقول في رأي الشافعي؟ فقال : بأبي ابن عمّي ، أحيى سُنّتي (٢).
٤ ـ أحمد بن حنبل : ذكر الخطيب في تاريخ بغداد عن أبي الفرج الهندبائي قال : كنت أزوز قبر أحمد بن حنبل ، فتركته مدة ، فرأيت في المنام قائلاً يقول : لمَ تركتَ زيارة قبر إمام السُّنّة؟ (٣)
أقول : لا أدري لِمَ قطع هذا الرجل بأن رؤياه ليست من أضغاث الأحلام؟ وهلاّ حثّه هذا القائل على زيارة الحسين عليهالسلام ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ولا سيما أن المسافة بين قبر أحمد في بغداد وقبر الحسين عليهالسلام في كربلاء ليست كثيرة. اللهم إلا إذا كان أحمد ـ بنظر ذلك القائل كما هو الظاهرـ خيراً من سيد شباب أهل الجنة عليهالسلام ، وزيارته أفضل وأكثر ثواباً.
وعن يحيى بن أيوب المقدسي ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في النوم وهو نائم ، وعليه ثوب مغطّى به ، وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين يذبّان عنه (٤).
__________________
(١) حلية الاولياء ٦ / ٣١٧.
(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٦٩.
(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٤٢٣.
(٤) البداية والنهاية ١٠ / ٣٥٧.