الأحاديث الصحيحة على لزوم اتّباعهم ، فقد وقع الاتفاق على صلاحهم ونجاتهم ، وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، وأما أهل السنّة فاتَّبعوا أئمتهم الذين لم يرِد في جواز اتّباعهم نصّ ، ولم يُتَّفَق على نجاتهم وصلاحهم ، بل إنهم رووا الأحاديث الصريحة في الطعن فيهم (١).
ولا ريب في أن الواجب هو اتّباع المتَّفَق على صلاحه ، دون المختَلَف فيه الذي قَدَح فيه أولياؤه وأعداؤه.
فحينئذ يكون الشيعة الإمامية هم الناجين دون غيرهم ، لأنهم اتَّبعوا مَن يجب اتّباعه دون أهل السنّة وغيرهم.
أن أئمة أهل السنّة غير مستيقنين بإيمانهم وبنجاتهم ، وأما أئمة أهل البيت عليهمالسلام فهم جازمون بذلك غير شاكين فيه. ولا شك في أن اتّباع الجازم بذلك هو المتعيِّن ، دون اتّباع غيره.
وبذلك يكون الشيعة الإمامية هم الناجين دون غيرهم ، لاتّباعهم من يتعيَّن اتّباعه.
أما أن أئمة أهل السنة غير جازمين بنجاتهم فيدل عليه كثير من الآثار المروية عنهم في ذلك :
ومن ذلك ما رووه في احتضار أبي بكر أنه قال : وددتُ أني خضرة
__________________
(١) لا يسعنا أن نذكر الطعون والمثالب التي ذكرها القوم في أئمتهم ، وهي كثيرة ومبثوثة في مطاوي الكتب ، ومن أراد الاطلاع على شي منها فليراجع كتاب ( منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ) للعلامة الحلي ، وكتاب ( الغدير ) للأميني ج٦ ، وكتاب ( الاستغاثة ) لعلي بن أحمد الكوفي ، وكتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، وكتاب ( الشافي في الإمامة ) ٤ / ٥٧ ـ ٢٩٣ : لسيد المرتضى ، وكتاب ( النص والاجتهاد ) للسيد شرف الدين ، وكتاب ما روته العامة من مناقب أهل البيت عليهمالسلام ، ص ٣٠٧ ـ ٤٧٤.