أن خلافة أبي بكر وعمر التي ارتكز عليها مذهب أهل السنة لم نعثر على دليل واحد يصحِّحها كما أوضحناه في الفصل الثاني ، وحيث أن أساس الخلاف بين مذهب الشيعة وأهل السنة هو مسألة الخلافة ، وأن كلاً من المذهبين قائم على ما أسَّسه في مسألة الإمامة ، فإذا ثبت بطلان خلافة أبي بكر وعمر ، فلا مناص حينئذ من ثبوت بطلان مذهب أهل السنة المبتني عليهما ، فيثبت صحة مذهب الإمامية لعين ما قلناه في الدليل الرابع.
الدليل السادس :
أن الأحاديث التي رواها أهل السنة صرَّحت بنجاة الشيعة ، بينما لم يرووا في كتبهم أحاديث تدل على نجاتهم هم.
ومن تلك الأحاديث ما رووه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : عليٌّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.
وأخرج السيوطي في الدر المنثور والشوكاني في فتح القدير عن ابن عساكر ، قال : عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل علي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لَهُم الفائزون يوم القيامة. ونزلت ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البَرِيَّة ) ، فكان أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البَرِيَّة (١).
وعن ابن عباس قال : لما نزلت ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البَرِيَّة ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين (٢).
وعن علي عليهالسلام قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألم تسمع قول الله
__________________
(١) الدر المنثور ٨ / ٥٨٩. فتح القدير ٥ / ٤٧٧ في تفسير الآية ٧ من سورة البينة.
(٢) المصدران السابقان ، عن ابن عدي.